12‏/06‏/2008

روح تزلزلنا

روحٌ تزلزلنا ..

ماكُنْتُ أحْسَبُ أنَّ الحُبَّ مصْيَدَةٌ ..تزِِلُّ بالقَلْبِ عَرْضَاً دونما بَصَرِ
تهْوِي بهِ في مهاوي الذُّلِّ مُخْلِصَةً .. لاتألُ جَهْداً ولاتسْلو بلا ظفرِ
وتنزِعُ القلْبَ من جِلْبَابِ مسكَنِهِ .. وتُسْقِطُ اللُّبَّ والإنجازَ في سَقَرِ
مُصِيْبَةُ الحُبِّ أنَّ القَلْبَ يأْلَفُهُ .. والنَّفْسُ يُسْقِطُهَا مِنْ غَيْرِ ماحَذَرِ
وإن رأيتَ بأنَّ الرُّوْحَ صافيةٌ .. عُظْمى تنُوْءُ بِحِمْلٍ غيْرِ مُنْكَدِرِ
فاعْلَمْ بِأنَّ قَيُوْدَ الحُبِّ تُهْلِكُهَا .. وتنْزِعُ الصَّفْوَ منها نَزْعَ مُقْتَدِرِ
والحُبُّ ياصاحبي روحٌ تُزَلْزِلنا .. وتجعلُ اللُّبَّ في ريبٍ وفي سَكَرِ
وعَتْمَةٌ تشملُ الأحياءَ كُلَّهُمُ .. وحِبُّهُ دونَهُم ضوءٌ مِنَ القَمَرِ
لاغيْرَهَا صُوْرَةُ المحْبُوبِ ينظُرُها .. قلبُ المُحِبِّ وفيها مهْبِطُ النَّظَرِ
فإن رأيتَ لسانَ المرءِ يُحْرِجُهُ .. تُبْصِرْ بأنَّ فؤادَ الحُرِّ في خَطَرِ
فالأسْرُ قد حاطَهُ والحبْلُ قد عُقِدَت .. أجزاؤهُ حوْلَ سطْحِ القَلْبِ في بطرِ
واعْلَم بأنَّ قضيبَ الحُبِّ سَطْوَتُهُ .. تعْلُو سفُوْحَ أعالي المدِّ والجزرِ
مالحُبُّ ياصاحبي إلا العذابَ فقد .. حكى الزمانُ بِذَا لم يُبْقِ أو يذرِ
والحُبُّ أسقطَ قيساً من قَوامتِهِ .. فراحَ في العُشبِ يهذي الحُبَّ في سَكَرِ
ليلى تُباعِدُهُ والوصْلُ مُنوتُهُ .. وأهلُهُ قد بنوا جيشاً من السُّتُرِ
وهَيَّجُوا الحَرْبَ في تبكِيْتِ رغبَتِهِ .. وقَتْلِ صَبْوَتِهِ فصَارَ في خُسُرِ
لم يبقَ للعشقِ مِنْهُ فِيْهِمُ أَثَرٌ .. كَلّا ولم يُسْعِدِ الباقين في خَبَرِ
فلا محُِبَّ سوى لله يمنحه .. تتيماً ليس يَفْرِيْ قَلْبَهُ بِحَرِ
تَتَيُّمَاً يَبْعَثُ الأضْوَاءَ في غَبَشٍ .. وَيَمْنَحُ القَلْبَ أفواجاًَ من السَّمَرِ
لكن مغبةُ قلْبِ المَرْءِ في جَهَلٍ .. بما يُرَادُ بِنَا نَحْنُ بنُو البَشَرِ
ذُلاًًّ لكَ اللهُ ياربَّ العِبَاد ألا .. فاغفِرْ لزَلَّتِنا هادٍ ومُغْتَفِرِ

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ما شاء الله تبارك الله

زادك الله فصاحة وبصيره

قصيده رائعه من فتاة مثلك

وفقك الله لك خير

وحياتي لك
اختك

نورة يقول...

مشاعل لولا الله ثم أنت لما كانت مدونتي تعلمين ..

أسعدك الله كما تسعدينني دائماً ..