12‏/06‏/2008

فيض الضياء








شَاهَدْتُهُ فطَعِمْتُ نسمَةَ جَنّةٍ / ودنوتُ من فيض الضياء الداني
وحممت بالأنداء تكلؤني رضاً / وتحنناً لسخا الرياض الحاني
ماطعمه إلا كشهد صبابة / لدُنَا العُلا أو في سماءِ مثاني
أو كالسَّفُودِ تشُقُّ تُرْبَةَ لُؤلؤِ / أو كالسحابِ يفيض عطر أمانِ
لله درُّ إضاءةٍ قُدْسِيَّةٍ / فَوَقُوْدُهَا نُورٌ من الرحمنِ
وتراقصت فتلونَتْ أَطْيَافُهَا / حُللاً تَبَخْتَرُ في حفيفِ جِنَانِ
لُفَّتْ كما لفَّ الجمالُ أديمها / وتَلَوَّنَتْ بالوردِ أحمَرَ قَانِي
عَكَسَتْ رنيمَ دلالِهِ في خِفَّةٍ / للضوءِ مهتزاً بشدوِ ثواني
والنظرة الخجلى تحيط جلالة / بضيائه تنداحُ كالأغصانِ
ورأيتُهُ فصلاً ربيعاً مُطْرِقاً / يمشي بِتؤدَةَ في دُنا الأكوانِ
أو أنَّهُ نَهْرٌ يسيرُ هداوةً / ويرشُّ في الأزهارِ روحَ حنانِ
لله ماأبهى تَغَرُّبَ حُسْنِهِ / فجمَالُهُ بِدْعٌ من الأزمانِ
ملَكٌ كريمٌ قد تدلّى سائراً / أو خَلْقَ مُخْتارٍ تغرَّبَ حاني
بسطَ المسير زهوره وسكاكراً / غنّت بفرحتها هديلَ جُمانِ
كَمُلَتْ محاسِنُهُ جميعاً كُلُّها / فأفاق لؤلؤه على الشطآنِ
ماخلتني سأرى السماوة كائناً / في خلقِ إنسانِ يُرَى بِعَيَانِ
لكنّهُ نبضُ السماء وروحهُ / لَبِسَتْهُ رُوْحٌ من بني الإنسانِ
وجدتْهُ قَطْرَ حياتها ونمائها / وتباعدتْ فيه عن الميدانِ
فرأيتها وحسبتها بِدْعاً يُرَى / من بعد ماسترت له أجفاني
لكنها كانت نجوم كواكبٍ / تلتفُّ في سَهْوٍ وفي تِبْيانِ
وتولَّتِ الأجماعُ صفّاً كُلُّها / وتباعثتهُ كأنما شيطانِ
والتفّ أفيُونُ البعوض ولسعها / يلتفُّ حول الزهر بالقضبانِ
فتكسَّرَتْ منها رحائقُ جمعها / واصطفَّ جُوْعٌ في أسى التيمانِ
واسودَّ جُنْحُ الكونِ من بعد الضيا / شُنِقَتْ مباهِجُهُ بلا حُسْبانِ
لكنَّ شمس النهر مافتئت سنا / فتهللت زهراً من المرجان
وتخبأت ستر الظلام غشاوة / وتقيحت زبداً كما القطعان
وأعاد غيث السحب يمطر باعثاً / نور السماء إلى الربى العطشان
فالضوء ضوء الفجر ليس مخبئاً / أو يستحيل برحمة السجانِ
لكنه نور من الخلاق لا / يخفى وتحفظه يد المنان
فرجعت طرفي كي أراه عائداً / متهللاً ويفيض بالإحسانِ
ورأيته لايختفي أو يرعوي / لكنه ودقٌ من الإيمان


تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات: