شَاهَدْتُهُ فطَعِمْتُ نسمَةَ جَنّةٍ / ودنوتُ من فيض الضياء الداني وحممت بالأنداء تكلؤني رضاً / وتحنناً لسخا الرياض الحاني ماطعمه إلا كشهد صبابة / لدُنَا العُلا أو في سماءِ مثاني أو كالسَّفُودِ تشُقُّ تُرْبَةَ لُؤلؤِ / أو كالسحابِ يفيض عطر أمانِ لله درُّ إضاءةٍ قُدْسِيَّةٍ / فَوَقُوْدُهَا نُورٌ من الرحمنِ وتراقصت فتلونَتْ أَطْيَافُهَا / حُللاً تَبَخْتَرُ في حفيفِ جِنَانِ لُفَّتْ كما لفَّ الجمالُ أديمها / وتَلَوَّنَتْ بالوردِ أحمَرَ قَانِي عَكَسَتْ رنيمَ دلالِهِ في خِفَّةٍ / للضوءِ مهتزاً بشدوِ ثواني والنظرة الخجلى تحيط جلالة / بضيائه تنداحُ كالأغصانِ ورأيتُهُ فصلاً ربيعاً مُطْرِقاً / يمشي بِتؤدَةَ في دُنا الأكوانِ أو أنَّهُ نَهْرٌ يسيرُ هداوةً / ويرشُّ في الأزهارِ روحَ حنانِ لله ماأبهى تَغَرُّبَ حُسْنِهِ / فجمَالُهُ بِدْعٌ من الأزمانِ ملَكٌ كريمٌ قد تدلّى سائراً / أو خَلْقَ مُخْتارٍ تغرَّبَ حاني بسطَ المسير زهوره وسكاكراً / غنّت بفرحتها هديلَ جُمانِ كَمُلَتْ محاسِنُهُ جميعاً كُلُّها / فأفاق لؤلؤه على الشطآنِ ماخلتني سأرى السماوة كائناً / في خلقِ إنسانِ يُرَى بِعَيَانِ لكنّهُ نبضُ السماء وروحهُ / لَبِسَتْهُ رُوْحٌ من بني الإنسانِ وجدتْهُ قَطْرَ حياتها ونمائها / وتباعدتْ فيه عن الميدانِ فرأيتها وحسبتها بِدْعاً يُرَى / من بعد ماسترت له أجفاني لكنها كانت نجوم كواكبٍ / تلتفُّ في سَهْوٍ وفي تِبْيانِ وتولَّتِ الأجماعُ صفّاً كُلُّها / وتباعثتهُ كأنما شيطانِ والتفّ أفيُونُ البعوض ولسعها / يلتفُّ حول الزهر بالقضبانِ فتكسَّرَتْ منها رحائقُ جمعها / واصطفَّ جُوْعٌ في أسى التيمانِ واسودَّ جُنْحُ الكونِ من بعد الضيا / شُنِقَتْ مباهِجُهُ بلا حُسْبانِ لكنَّ شمس النهر مافتئت سنا / فتهللت زهراً من المرجان وتخبأت ستر الظلام غشاوة / وتقيحت زبداً كما القطعان وأعاد غيث السحب يمطر باعثاً / نور السماء إلى الربى العطشان فالضوء ضوء الفجر ليس مخبئاً / أو يستحيل برحمة السجانِ لكنه نور من الخلاق لا / يخفى وتحفظه يد المنان فرجعت طرفي كي أراه عائداً / متهللاً ويفيض بالإحسانِ ورأيته لايختفي أو يرعوي / لكنه ودقٌ من الإيمان
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق