12‏/06‏/2008

بين فكرين

بين فكرين !!
تلونتَ بألوانٍ عدة .. وبدوت كأنما تسير في خطٍّ واحد ..
كنت تتحدث باتزان .. وخصمك يتردد ويتراجع
لم تكن حجتك أقوى .. ولكنك عرفت كيف تزور مقالك ,
وتزرع فيه الورود .. وتقذف باللغم في ساحة خصمك ..

بينما ضلَّلت خصمك كما ضللت الجميع .. ولففت به ألف لفة .. حتى أصيب بفقدان الاتزان والتركيز .. فبدت لغته مهزوزة .. وعقيرته نحيلة جرباء !!


هم تحالفوا معك .. ربما من حيث لاتشعر .. ومن حيث لايشعر صاحبك ..
المهم أنكما لم تكونا متكافئين فخسر كنتيجة حتمية
كما تخسرُ سلحفاة أمام أرنب في غير القصة النادرة الحدوث !!

اعترف خصمك في جرأة منه .. أن القدرات تختلف .. !!

كنت خطيباً مفوهاً .. كنت فصيحاً تمتلك جميع مقومات الوقوف والمناظرة .. ولكنَّ حجتك لم تكن قوية .. ورسالتك باهتة بلا لون ولاطعم ولاقبول أو استساغة .

كان لدى خصمك حجة أقوى .. ولكنه لم يكن مفوهاً كان مسالماً إلى درجة ربما انقلب معها إلى الضد .. كان يراعي في شأنه مروءة تمثل فكره ومعتقده ..
كان يحمل حجته خلفه القوم الذين ادعيت في حجتك أنك تريد لهم الرفعة .. وكانوا هم يبصقون في وجهك .. لأنك كنت ترميهم بالنبال .. وتمارس السطو على فطرتهم البيضاء !!

كان هو ينظر إلى تصرفاته .. لم يخف لأنه جبان أو متقاعس ..
لكنه خاف أن تزل قدمه بعد ثبوتها فيلحقه القوم كلهم ..
ويلعن لعنة السامريّ !

كان يتحدث عن فكرهم ورؤاهم.. وكنت تتحدث برؤيتك وحدك ..
أترى الكفة هنا متوازنة ؟!!

لعله شعر بغربته .. بصوتٍ يمقته .. و ضوء ٍ يريبه .. ولكنه أراد سدَّ الثغرة ..فلعله شعرَ بأنه أخطأ فوضع جناح السمَّ بدل جناح الشفاء !!


لم تكن غريباً .. كنت خرجت من هناك .. ارتويت من ذاك النبع ..
واستضأت بتلك الأنوار .. وظل الصوت هو من لاتلتذ سوى بالحديث معه !!
كان يقتصّ كثيراً من كلماته .. ويوجز .. وربما أخلّ !!

وكنت تهاجم .. وترفع الصوت .. وتتجنى .. وتتظلم ..
ولكنك – وللإنصاف – كنت تتظلم بذات الذنب
الذي تمارسه ضد خصمك !!


أردت أن تقصم الأركان .. وادعيت أن البيت سيبقى ثابتاً ..
بل وغلوت حين قلت إنه سيكون في حالٍ أفضل من حاله الأولى !!


كنت كرة ثلجٍ كبرت بكثرة الدوران والتدحرج .. ولكنها ستذوب بضوء الشمس !!

كان اطرادك منتصراً على أدبِه !

وكان هجومك أقوى من دفاعه !

ولكنّ حجته بقيت هي الأقوى !!

ليست هناك تعليقات: