22‏/10‏/2009

تحتَ أمنِ الإله

.
:



فسُبْحانَكَ اللهُ ياخالِقا..تُسبِّحُ في صُنعهِ الكائنات
وأشدو بِفيْضِكَ يابارئي..وتبسُمُ لي هاؤمُ النجمات
تقولُ بأنكَ توجّتَها..لألئ حُسْنٍ بِذي السماوات
يُطِلُّ لنا قمرٌمُسْتَنيرٌ..ويُرْسِلُ ضوءاً بهِ لألآت
وتحكي الزهورُ ويحكي الكروم ..وتحكي البلابل بالنغمات
وكُلٌّ يُسبِّحُ يرنُمُُ حمداً..من الشُّكْرِشُكراً لِكُلِّ الهِبات
دُعائيَ ياربُّ توَّجْتَهُ ..بِحُسْنِ جوابٍ وحُسْنِ عِطات
وأرفُلُ في بهجتي والرِّضا..وإني أغني بها مُعْجِزات
يقولُ أولاءُأطالِعُ سَعْدٍ..أو الحظُّ يرسُمُكِ لؤلؤات؟
وليسَ التِجائي بربي جوابٌ..لِكُلِّ سُعادٍ أو الخيرُ آت
أُحِبُّكَ ربي وأنتَ رجائي..إليكَ فؤادي يرُفُّ تُقات
أحطت حياتي بعَفْوٍ وسَعْد..ٍولم ترمِني لحظةً للشتات
عِنايةُ ربٍّ كريمٍ رؤوفٍ..أقرّتْ حياتي بِلانكبات
وإن ندَّ بُؤسٌ وإن ندَّ همٌّ..فحتماً يليهِ غداً بسمات
فكُلُّ ظلامٍ يليْهِ انبلاجٌ..لصبحٍ جميلٍ كما السبحات
وينثُرُ ذِكْرُكَ في العُمْرِ عِطراً..ونَغْماً يُلَحَّنُ كالشقشقات
وحينَ أناجيكَ ياخالِقي..وأبكي إليكَ ندى الدمعات
فإنيَ أصْعَدُ رُوحاً وحِسَّاً..وتهتَزُّ نفسي كما قعقعات
وترُفقُ بي حينَ تبعثُ بي..أماناً أماناً كما الهدهدات
أناجيكَ سِرّاً بِكُلِّ السَّطُورِ..وكُلِّ الحكايا وذي الأمنيات
وتُلْهِمُني للرزايا اصطِباري..وتُلْهِمُني للحدِيْثِ الصِّفات
وتُلْهِمُني الحُبَّ قُدّاسَهُ..وللشَّوْقِ طوقاً لِأجلِ النجاة
أأبكي الأناس وأحسو اليباس..وأترُكُ من كونَ السماوات
إلهي طبيبي وأنت مُجيبي..إليكَ التِجائي بِكُلِّ الهنات
وحينَ أحارُ بأيِّ اتِّجاهٍ..أسيْرُ وأمضي بأيِّ الجِهات
أسائِلُ ربي فأينَ الطريقِ ؟..فأبصِرُ نوراً يُضيءُ الحياة
لك َالحمدُ ربي بقدرِ النَّفس.. وقدرِ المحبة في النبضات

20‏/01‏/2009

أنا والشتاء ..!!




أنا والشتاء حكاية رحيل !
لا أجد فيه غير بياض الصفحات الفارغة
ولاألتقي منه سوى بأغصانِ اليباسِ , والكرزِ المُثلّج .


لاأجد فيه غير البرد , وليس ثمة دفْ
لأن حطب التصبر قد نفد !


رائحة رفاتِ أجنحة الطيور المهاجرة
هو عطري في هذا الشتاء ؟
والزنجبيل شرابٌ أتجرعهُ ولاأستسيغه .


أتوحدُ في بياتي الشتوي .. تحت ملايتي .. ولاأجد غير
أعقابِ الأطعمة , لأن الحياة الشتوية تختصر في
جملة واحدة ( حيثما أجد الدفء سأكون ).

سماعةُ الهاتف باردة ( تلهب ) أذني
والطرقُ تتنفسُ أبخرة الصقيع
وأبواقُ السياراتِ تشحذُ التقلب
بتكاسل من الفُرُشِ الدافئة .


أتقلب بين مساءات الشتاء الطويلة المقيتة
وبين نهاراته السريعة الخاطفة .

أضطرُّ للتوقظ صباحاً ..
دون القدرة على استنشاقِ الصباح
فلم يعُد لأنفي قدرةٌ على ممارسة حواسِّه
أنجز مكالماتي / وأبعثُ خطاباتي ورسائلي
ثم أعودُ للتدثرِ بلحافي البنفسجي الدافئ .


يردني المساءُ نحوهُ لأعيش الملل وحدي
قائمة ( الماسنجر) بعد الثانية من منتصف الليل
باردةٌ وفارغة , والكل متدثر برمادية الشتاء
وأنا الوحيدة المخضرة في فصل لايعرفُ النبات
أتقلبُ في صفحاتِ الوحدة ..!


لم يعد للصحف نكهة أشتهيها .. ولم يعُد بها شيء
يستثيرني للقراءة .. سوى واجب الاطلاع
كي لاأبقى في يباسِ الانقطاع !


أحاولُ تذكري فقط .. دون أن أقدر على خلقِ
حياة جديدة ذات ألق ..!


لاأستطيعُ استعذاب أي صوتٍ .. فكُلُّ أصواتِ الشتاءِ
مُصابةٌ بالحُمّى . والبحةِ .. والتهدج !


تلاطمني أمواجُ الصقيع .. وتُغرقني مزاريبُ التجمد
وأنا أحِنُّ إلى مكتبتي كي أتدفأ بغبارها وهدوئها ..!!


للماءِ في الشتاءِ أسرارٌ كثيرةٌ غيرُ الحياة .. وعن مواعيدهِ
أتلكَّؤ بآلافِ الحجج والاعتذارات !

لم يعُد للماءِ شفافية الحياة .. إذا ماسار في عروقِ الهضم.
صارَ لهُ رشرشة البرودة .. وسريانُ انتفاضةِ التجمد !


أتمنى أن يودعني هذا الشتاء بقدرٍ باسِمٍ
فقط كي أحفظ له ابتسامةً في الذاكرة ..!