12‏/06‏/2008

في محاضرة جامعية






حَصِيْفٌ إذا ماأقبل الصُبْحَ ساجما / ترى فيه أضغاث المنام ومأتما
يسيل لُعَاُب الهزء فيه تَغَنُّجَاً / وتختالُ أسرابُ اللسان تَهَكُّمَا
يُسَلِّمْ فَنَحْسَبْهُ زئيراً مُهَدْهِدَاً / وَيَحْكِي فَلَا يُعْرَفْ أَبِدْءٌ تَكَلَّمَا
فيُلْقِي درُوسا في ثيابِ تَمَلُّلٍ / كَمَا دُسَّ مَحْزُوْنٌ لِأنْ يَتَرَنَّمَا
وَبَعْدَ انتهاءٍ مِنْ فَصُوْلٍ عديدةٍ / يَرُشُّ السُّؤالَ الحُرّ: أيٌّ تَفَهَّمَا؟
كأنَّا عوادي البَيْن قدْ صِرْنَا لانعي /زمانا تولى أو اناخ مُلَثَّمَا
وإن يبدأ التِّعْدَاد يُحْصِيْ قوائما /مِنَ الفتياتِ الغُرّ يَرْجُفْنَ مَيْتَمَا
وإن نطقَ اسْمَاً لأنثىً تُجِيْبُهُ / ترى كُلّّ لَعْنَاتِ التَّعَاسَةِ مَغْنَمَا
وتَرْجُفُ في لَوْثٍ وَجَيْشِ انتفاضَةٍ /تلوكُ لُعَابَاً أو تُمِيْطٌُ التَّحَمُّمَا
وتُبْصِرُ عينيها تفتَّحُ في سَخَاً / وتُغْلِقُ فاهاً لاتُرِيْدُ التَّكَلُّمَا
ترى وجْهَ (ريتا ) *في صفيحِ حديثهِ / فترجو فِكَاكَا لاتُطِيْقُ التَّلَمْلُمَا
وصاحبةٌ ترثِي لحالِ أسيرةٍ / لسوطِ الحَرُوْفِ السُّمّ تَسْتَاُك مَرْدَمَا
فتلك تبيعُ الحََّّبَّ في سُوْقِ نَخْسِهِ / وتِلْكَ الشَّمِيْطَةُ لايُرَامُ لها حِما
وصماءُ بكماءُ عمياءُ أُنْطِقَتْ /بجهلٍ شَنِيْعٍ لايَرُوْمُ التَّعَلُّمَا
ويسألً: إنْ كَانَتْ لِفَرْدٍ هِوَاَيَةٌ / تُطالِعُ أصداءً لِحَرْفٍ تَرَسَّمَا؟
فأيُّ أديبٍ تَعْرِفُ انْثَى ًقَصِيْدَهُ؟ / وأيُّ كِتَابٍ قَدْ أفادتْ تَسَلُّمَا؟
فلا تَنْبُسِ الأُنْثَى بِحَرْفٍ ولافمٍ / وَتُغْلِقُ بَابِيْهَا بِقَيْدٍ تَحَكَّمَا
فيُطْلِقُ آهاتِ النَّدَامَةِ واللَّظَى / فَقَدْ نَجَحَتْ تِلْكَ النِّعَاجُ تَكَرُّمَا
ويَرْجُو غفوراً ضمَّ خَطْأ صَنِيْعِهِِ / بإِنْجَاحِ بَغْلٍ لاتُفِيْدُ التَّقَاوُمَا
فإحداهن لاتعرف بتمييزِ جُمْلَةٍ / ولا فِعْلَ مفعولٍ وتقْوَى التلَّعْثُمَا
يُفِرِّغُُ شُحْنَاتِ السِّبَابِ بِخِفَّةٍ / ويَرْوِيْ ضَمَاهُ مِنْ جَرِيْحٍ تَضَرَّمَا
فيخْرُجْ تَلَقَّى مِنْ كَنُوْزٍ وفيرة / مِنَ الحشِّ والتقطيع أضعافَ مَاكَمَا
ويبقى غداءً فالعشاءُ تَبِيْعُهُ / ولايَقْطَعِ النَّوْمَ الغَزِيْرَ التَّحَطُّمَا
تراه بناتُ الأيْك كَابُوْسَ لَيْلِهَا / وتُبْصِرُهُ جَيْشَاً أقامَ تَجُّهُما
فهذي بقايا الأمس من قيْدِ مَاجَرَى / بِحَاضِرَة فيها يسيدُ مُرَجُّما
ستذكرهُ الأُوْلَى وأخرى سَتَنْتَحِي /تُكَفّكِفُ أسْيالاً مِن القَيْحِ ملهما
لنا الله من قومٍ أناخَتْ رِكَابُهُم / على راحتينا ماأطقنا التّّكّتُّمَا

ليست هناك تعليقات: