12‏/06‏/2008

الموت ورائحة ( الرثاء ) ..





أكتب لك تعلم أن الحروف حروفك .. والحبر وجودك
**
.
تسكنني وأسكنك .. وأعلم أن النهاية لي .. والبقاء داخلك
**
.
لاشيء يشفع لي بمغفرتك .. ولاشيء يبيح لهم الخطيئة سوى أنك تصمت بلغة الدفء .. وتبتلع رجع الأنين ولاتفصح .. ومع ذلك فإني أسمعك !!
**
.
هل تراك تَنْسُمُ رضاً .. ويدك تمتد إلى عينيك لِتَنْـزِعَ منها البصر ؟!!
هل تُصَدِّقُ بأنَّ السماء تُمْطِرُ ناراً ..
أم أن ( الرصاص ) يُنْبِتُ زرعاً ..
أم أن تلاشياً يُدَثِّرُ الوجود فيضُخ صوت الدم .. ويخرسه غيث السماء
؟!!!
خَطُّوُهم في سَفْحِ ( الجريمة) ولَفَّعُوهُم بغطاء ( الكراهة )
هل تراك أنبتهم بذور خطيئة ؟؟ .. وأسقيتهم ( شهد) تجافٍ ؟؟
أم تراهم نَمَو بغير رعايتك .. وكبروا دون أرق ..!!
ابحث عن ( إجابة ) في ثنايا الحدث .. ربما تجده ..!!
**
.
أبادوا ( الحياة ) من أنفاسهم .. ودثروا الأرض بدمائهم
جنايتهم قود ( العزة ) واستجابة ( الضمير )
هل تبصر أن جناية ( لؤلؤتك ) تُبِيْحُ (لحافرتك) اقتلاعها
حتى لو أهلكها اللوم .. ؟!!!
ألا ترى أن حروفها تشدق ( حياة ) وتنبض ( رِيّا )
هل تمردت .. طغت .. ثارت .. أو تجاوزت
تعلم يقيناً أنها اقتلعتها وَمَثَّلَتْ بها .. ولم تملك أنت سوى الانكفاء
بين ( العتاب ) و ( الرثاء ) ..!!!
أَيُّهُمْ هلك .. فهلاكك كائن بصمت البقاء ..
وستكون حينها ( جثة ) انزواء و( بقايا ) نَفَس ..!!
هل تراك كنت كذا بعدهم ..!!
**
.
سُمُّ العسل هل تراه يكون .. ؟؟
وهل ترى ( البندقية ) تطلق ( ورداً ) ؟!!!!!!!
هل ترى سيف (النِضَالَ ) يُغْمَد .. أو تَرَاهُ يُشْرع في جَوْفِ
( المُسْتَغِيْث ) ؟
قالوا بأنَّ ( خطواتهم ) وَطَأَتْك .. وشَوَّهَت ( فؤادك )
وزعموا أن (الذئب) أرضع ( النعاج ) بغي ( الفتك )
هل ترى ( المحبة ) تلد ( الكراهة ) وترضع ( الظلم ) ..!!
وهل ترى الولاء يموت حين يولد ..؟؟
هل تراك تنساهم .. وترميهم بعيداً عن ساحِ الذاكرة ..!!!
وهل تراك قادراً على ترجيع نبضٍ غير
الألم .. والرثاء .. والفقد
**
.
هل ترى ابتسامات ( رحيلهم ) وفتات ( أشلائهم ) وحروف ( دمائهم )
تُبْقِي لك نبضاً من أمل ..؟!!!!!!
**
.
هل تراك في ( نقمة ) الوجع .. وفي قيد ( الانخناق) تطبل وتصفق
أوحتى تُبْقِي صوتاً من ( خفق ) ؟؟!!!
هل ترى أحداً يسمع ( الرثاء ) بإيقاع تدافع ورقص ؟!!!!
**
.
حاصرهم ( الموت ) .. طرقوا الأبواب .. لحقهم حصاد الاشتعال
ظلوا يصرخون .. استغاثوا .. صعدوا .. نزلوا .. قفزوا
ولكنك أجهزتَ عليهم بقذيفة (هجرك) وأطلقت عليهم (نحيب)
الكلاب حتى تَوَقَّف نبضهم ..!!
هل ترى ( الموت ) يصرع دونما تدافع .. وهل تراه يكون لهم أمنية
بغير ( المواجهة ) .. ؟!!
هل ترى ( الكلاب ) عَقِلُوا حينما التقطوا صور نهشهم ؟!!!
هل ترى الكلب يجيد ( النهيق ) أو تسديد ( السهم )
وإطلاق ( الرصاص ) ؟؟!!!!
هل تراه يتقن ( التشفي ) أكثر من ( الفتك)؟!!!!!!!
هل تراه أدَّى دوراً غير دوره .. ومثَّلَ دور ( البطولة ) في خطوته الأولى
؟؟؟!!!!!!!
**
.
ياوطناً كَاتَبَ ( الحزن ) دهراً .. أعِد تقاسيم ( راحتك) لأتنفس
لاموني لأني لاأنقش غير حروف ( الحزن ) .. أخبرهم الحقيقة
أخبرهم أنك من يمليني .. ويدثرني الشعور .. ولاأملك سوى أن أستجيب
وأنتحب ..
**
.
نَوْحٌ قادمٌ منك .. ومن كل صوت تختزنه ( كلمتك) .. ومن كل نبض تبقَّى لك في( الحياة ) .. سيشهد بكل هذا .. وسيبقى للتأريخ من يروي الحقيقة
أو جزءاً من الحقيقة .
**
.
كن بخير ياوطني
فأرضك اعتادت أن تلتهم أرواح ساكنيك وتضمهم في أحشائها
إلى أن تبقى أنت بلا ( سكان )
ويُقضى عليك في يوم تنقلب فيه ( الأرض ) .. وتنصهر .. وتمور
وتلفظ ( ساكنيها )
ولاينجو منهم إلا من استقى بفطرتك ..





ليست هناك تعليقات: