01‏/05‏/2008






أسئلة أسألُني حيناً كي ألقى

أسئلةً تلْقَفُ أسئلتي

تحمِلُني من كدِّ التعبِ

تُجلِسُني في جوفِ الكُرَبِ

ترتَفِقُ الأسئِلَةُ الثكْلى

وتُصَارِعُ قلقاً لايفنى

تُبْقِيْني في عُمْقِ حصادٍ

وتدورُ ككفِّ السُّلْطانِ

وأنا كأنا مُدْلَهَةٌ

ببياضٍ وشُعَاعِ ضياءِ

يظهَرُ لي حينَ يُناوِرُني

ويضيْقُ القلبُ بِشِقْوَتِهِ

يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ يُراوِدُني

كي أبحثَ عنْهُ بِخُفِّ عناءِ

كي أجري بجنونٍ مُلْتَاعٍ

كي تُسْعِرَني نارُ اللَّهْفَةِ دونَ لِقاء ...

فتضيْقُ الفجْوةُ في عيني

وأصيْحُ بِصَوْتٍ مُضْطَرِبِ

لاسلوى أو فتحَ جواب ..!!

ويعودُ يُخَبِّئُهُ مُصطرِخاً

وأعودُ لأنتظِرَ العدَّاء

لاشيءّ يُلْمْلِمُ أطرافي

أو يبقى ضوءً لِثَبَاتي

أو يحويني أو يحميني

أو يجمَعُ لي أشتاتَ ضياعي

غير الإيمانِ يُلَوِّنُني

بالأُنْسِ وسَيْلِ إجابات

ويَخِرُّ الجوفُ ونُقْطَتُهُ

فَأُعَبِئُهُ وأُصَفْصِفُهُ

وأُدَاعِبَهُ في ظِلِّ فُرات

لايخفى الضوءُ وبُقْعَتُهُ

تضْحَكُ في سِيْرَةِ مُختار

في آيِ كِتابٍ أقرَأُهُ

بالصُّبْحِ وفي ضوءِ مساء

فأُحاطُ بِسُورِ هِدَاياتٍ

وبلابِلَ سَعْدٍ وهناء

لو عَلِمَ الضُّلاَّلُ بِدُنْيَانا

لجَرَتْ أقدامٌ وقلوب

جنَّةُ دُنْيَانا فِي الدِّيْنِ

وشَقاءُ الأسئلةِ بِقُمْعِ الأهْوَاء .




مجلس علم .. ماأبهاه




قدرَ اللهُ لي أن أذهب يوماً إلى درسٍ صباحي يومَ الخميس , ولم يكن الدرس يبدأ إلا الثامنة , ولكننا وصلنا قبلها , ومررتُ بغرفة صغيرة جانب الممر المؤدي إلى داخل المكان , فرأيتُ إحدى استاذاتنا الفاضلات بعباءتها تلقي درساً في فقه المقاصد , ومعها فتاتين أو ثلاثة , أخبرتُ حينها أنهن هنا منذ السابعة , وأنهُ درسُ أسبوعي لايصبر على البقاءِ له إلاالصفوة فكتبتُ هذا ..


لمَّا رأيْتُكِ لفَّعَتْكِ عبَاءَةُ


تُلْقِيْنَ دَرْساً في ثِيَابِ جِنَانِ


أيْقَظْتِ فيني مَوْقِداً لِحَمَاسَةٍ


ورَسَمْتِ في قَلْبي سَنا الإحْسانِ


وسَمِعْتُ صَوْتَكِ ماضِياً في دَرْسِهِ


يُلْقِي الجَوَاهِرَ في القلُوْبِ مثاني


ومضى يُحَرِّكُ في جَمُوْدِ دَوَاخِلي


فَيْضاً مِنَ الثَّوْرَاتِ والفَيَضَانِ


لِلَّهِ ماأَبْهاهُ مَجْلِسُ جَمْعِكُم


للهِ ماأصْفَى بيَاَضَ ثمانِ


أبقَاكُمُ الرَّحْمَنُ صِنْوَ هِدَايَةٍ


وثَبَاتَ عِلْمٍ في دُنى الأزْمانِ


ورُزِقْتُمُ الصَّبْرَ الجمِيْلَ مزادةً


ولَكُنِّ خُلْدٌ دَائِمٌ بِجِنانِ




يالائمي

يالائمي
قالوا لها : كفاكِ لقد فاضَت حروفك بالحزن أما لديك شيء آخر
وقلت : كفاكم هذه النظرة السوداوية فقلت :
يالائماً يأسي أمهْلاً فَلْتُجِب ...
كيفَ الحَرُوْفُ منَ المآسِي تُطْلَقُ ؟!
أوَمَاسَمِعْتَ الشِّعْرَ يَخْفِقُ بالأسى
لولا الأسى ماكَانَ شِعْرَا يُنْطِقُ
مأساتُنَا وًلِدَتْ لنا .. مُنذُ الخَطِيـــــــــــــئَةُ
زُيِّنَت لِتَكُوْنَ شِعْراً يُعْنَقُ
خرَجَ النَّبِيُّ وزَوْجُهُ مِنْ جَنِّةٍ..
كانت بِأَلْوَانِ السَّعَادَةِ تُوْرِقُ
فِيْهَا الصَّفَاءُ ولايُرى في شكْلِهَا..
إلا النظارةَ والبهَاءَ مُنَسَّقُ
مِن هاهُنا .. بدأ الأسى .. يشدو على.
أنغامِ نايِ البَوْحِ في أرضِ الشِّقَاءِ ويَرْتَقُ
حتى النبيُ مُحَمِّدٌ قد ذاقَ أصْنافَ الأسى فحَيَاتُهُ آلامُ جُرْحٍ يَدْفِقُ
راجِعْ زمَانَ الأوَلِيْنَ لكي ترى
أنَّ اللِّقَاءَ معَ السَّعَادَةِ
عَابِرٌ سُرْعَانَ مايتَفَرَّقُ
أمَّا الحيَاةُ اليومَ فَهْيَ مَلِيْئةٌ ..
مِن كُلِّ صِنفٍ في المصائِبِ يُلْعَقُ
انْظُر .. أدِر .. طالِعْ بِعَالَمِ أمتي ..
حتماً رأيتَ الجُرْحَ فيها سائحاً يتفَتَّقُ
حتماً رأيْتَ دِماءَها ومَوَاتَها الـبؤساءَ أشلاءً تُبَادُ وتُسْحَقُ
قُلّ لي بِرَبِّكَ هل بَصُرْتَ بِأمتي
يوماً خلى من حسرةٍ تتمزَّقُ
النَّفْسُ ,, هذي النفسُ أصغِ لصوتها
نونٌ تئنُّ .. ففاؤها ثُمَّ الأسى من سينِها يتحَدَّقُ
أنَّى لنا بِالفرحِ نشدو والشَّمْسُ حتى شمسُنا
بالآهِ حُزْناً تُشْرِقُ
يالائِمي .. إنَّ المآسي حَرْفُنا
لانستطيْعُ بِأنّ نُزَوِّرَ أحرفاً تَتَمَلَّقُ
أوَ تَسْتَطِيْعُ بأن تُعِيْدَ فؤادَها مِنْ بَعْدِما
خَطَفَ الحَمَامُ سَوَادَهُ المُتَحَرِّقُ
أوَ تَسْتَطِيْعُ بأن تُعِيْدَ مدامِعاً
في مُقْلَةِ الطِّفْلِ اليتيمِ ترَقْرَقُ
وهَلْ ترى أنَّ البراكينَ العِجافَ يُحيْلُها الإنسانُ نهْراً يَدفَقُ
لالاأظُنُّ بأنَّ عالمنا الحزين سينثني
يوماً ليصبح باسِماً يتألَّقُ
دُنيانا بحْرٌ مالِحُ مُتَأَجِّجٌ
أنى اتجهت فسوف تيهاً تغرق
فارضَ بِدَمْعٍ ساطِعٍ مُتَدَحْرِجٍ
وارْفُض سَعَادةَ بائسٍ لايَصْدِقُ