01‏/05‏/2008

يالائمي

يالائمي
قالوا لها : كفاكِ لقد فاضَت حروفك بالحزن أما لديك شيء آخر
وقلت : كفاكم هذه النظرة السوداوية فقلت :
يالائماً يأسي أمهْلاً فَلْتُجِب ...
كيفَ الحَرُوْفُ منَ المآسِي تُطْلَقُ ؟!
أوَمَاسَمِعْتَ الشِّعْرَ يَخْفِقُ بالأسى
لولا الأسى ماكَانَ شِعْرَا يُنْطِقُ
مأساتُنَا وًلِدَتْ لنا .. مُنذُ الخَطِيـــــــــــــئَةُ
زُيِّنَت لِتَكُوْنَ شِعْراً يُعْنَقُ
خرَجَ النَّبِيُّ وزَوْجُهُ مِنْ جَنِّةٍ..
كانت بِأَلْوَانِ السَّعَادَةِ تُوْرِقُ
فِيْهَا الصَّفَاءُ ولايُرى في شكْلِهَا..
إلا النظارةَ والبهَاءَ مُنَسَّقُ
مِن هاهُنا .. بدأ الأسى .. يشدو على.
أنغامِ نايِ البَوْحِ في أرضِ الشِّقَاءِ ويَرْتَقُ
حتى النبيُ مُحَمِّدٌ قد ذاقَ أصْنافَ الأسى فحَيَاتُهُ آلامُ جُرْحٍ يَدْفِقُ
راجِعْ زمَانَ الأوَلِيْنَ لكي ترى
أنَّ اللِّقَاءَ معَ السَّعَادَةِ
عَابِرٌ سُرْعَانَ مايتَفَرَّقُ
أمَّا الحيَاةُ اليومَ فَهْيَ مَلِيْئةٌ ..
مِن كُلِّ صِنفٍ في المصائِبِ يُلْعَقُ
انْظُر .. أدِر .. طالِعْ بِعَالَمِ أمتي ..
حتماً رأيتَ الجُرْحَ فيها سائحاً يتفَتَّقُ
حتماً رأيْتَ دِماءَها ومَوَاتَها الـبؤساءَ أشلاءً تُبَادُ وتُسْحَقُ
قُلّ لي بِرَبِّكَ هل بَصُرْتَ بِأمتي
يوماً خلى من حسرةٍ تتمزَّقُ
النَّفْسُ ,, هذي النفسُ أصغِ لصوتها
نونٌ تئنُّ .. ففاؤها ثُمَّ الأسى من سينِها يتحَدَّقُ
أنَّى لنا بِالفرحِ نشدو والشَّمْسُ حتى شمسُنا
بالآهِ حُزْناً تُشْرِقُ
يالائِمي .. إنَّ المآسي حَرْفُنا
لانستطيْعُ بِأنّ نُزَوِّرَ أحرفاً تَتَمَلَّقُ
أوَ تَسْتَطِيْعُ بأن تُعِيْدَ فؤادَها مِنْ بَعْدِما
خَطَفَ الحَمَامُ سَوَادَهُ المُتَحَرِّقُ
أوَ تَسْتَطِيْعُ بأن تُعِيْدَ مدامِعاً
في مُقْلَةِ الطِّفْلِ اليتيمِ ترَقْرَقُ
وهَلْ ترى أنَّ البراكينَ العِجافَ يُحيْلُها الإنسانُ نهْراً يَدفَقُ
لالاأظُنُّ بأنَّ عالمنا الحزين سينثني
يوماً ليصبح باسِماً يتألَّقُ
دُنيانا بحْرٌ مالِحُ مُتَأَجِّجٌ
أنى اتجهت فسوف تيهاً تغرق
فارضَ بِدَمْعٍ ساطِعٍ مُتَدَحْرِجٍ
وارْفُض سَعَادةَ بائسٍ لايَصْدِقُ

ليست هناك تعليقات: